القدرة :-
القدرة صفة واجبة لله سبحانه وتعالي ولا يعلمها حقيقة ً إلا الله لأنه كما لا يعلم حقيقة كنه ذاته إلا هو كذلك لا يعلم حقيقة كنه صفاته إلا هو وأما المقدار المطلوب من المكلف تحصيله علماً واعتقاده جزماً فنقول فيه هــكــذا :ــ
القدرة صفة وجودية قديمة باقية قائمة بذاته سبحانه وتعالي يتأتى بها إيجاد كل مــمـــكن وإعدامه على وفق الإرادة ، ومن قولهم يتأتى أخذ لها تعلقان من باب الإجمــال و سبع تعلقات من باب التفصيل ، التعلقان من باب الإجمال واحد صلوحـــــي قديم وواحد تنجيزي حادث ، فالصلوحي القديم هو قدرة الله صالحـــة في الأزل للإيجاد والإعدام إذا قدر ممكن وهو مجرد صلاحية لصفــة القـــدرة في الأزل لأن الله سبحانه وتعالي قادر أزلاً وأبداً وهو علي كل شيءٍ قدير ، والتـنـجـيــــزي الحادث وهو الإيجاد والإعدام الوقع في ما لا يزال بالفعل وهي تعلقــات القدرة التنجيزية الحادثة التي لا تناهي لها . قال الشيخ إبراهيــم اللقاني رحمـــــه الله تعالي في الجوهرة :-
فقدرة بممكن تعلقت بلا تناهي ما به تعلقت
كلٌ من التعلُق والمتعلَق جائزان حادثان فهي نسبٌ واعتبارات تعرض بين القدرة والمقدور .
والسبع تعلقات من باب التفصيل ، واحد الصلوحي القديم ، وثلاثة قبضة وثلاثة تنجيزي حادث وبيانها كالآتي :-
فالممكن في حالة عدمه قبل وجوده في ما لا يزال في قبضة القدرة بمعني إن شاء الله سبحانه وتعالي أبقاه علي عدمه وإن شاء أوجده ، وخروج الممكن من العدم إلي الوجود تنجيزي حادث ، والممكن في حالت وجوده في قبضة القدرة بمعني إن شاء الله أبقاه علي وجوده وإن شاء أعدمه ، وخروج الممكن من الوجود إلي العدم تنجيزي حادث ، والممكن في حالة عدمه بعد وجوده في الدنيا في قبضة القدرة بمعني إن شاء الله سبحانه وتعالي أبقاه علي عدمه وإن شاء أوجده ، فهذه سبعة من التعلقات علي سبيل التفصيل ومن وراء التفصيل لأهل العقول تفصيل ، وسكت العلماء عن تعلقها الثامن والذي هو بعد استقرار أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار هل يكونون في قبضة القدرة بمعني إن شاء الله سبحانه وتعالي أبقاهم علي وجودهم وإن شاء أعدمهم ، بقطع النظر إلي الأدلة الشرعية الواردة في ذلك .والمعتمد أنهم يكونوا في قبضة القدرة لأن لا يلزم تحجير قدرة الله سبحانه وتعالي ، وليخالف بقاء أهل الجنة في الجنة بقاء الله سبحانه وتعالي فبقاء الله سبحانه وتعالي واجب وبقاء أهل الجنة في الجنة جائز بمحض فضل الله سبحانه وتعالي قال الله تعالي :ــ
كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحيكم ثم إليه ترجعون
ولله در من قال :
الله قل وذر الوجــود وما حوى إن كـنت مرتاداً بلوغ كـمـال
فـالـكل دون الله إن حــقــقــتــه عدم علي التفصيل والإجمـال