خلي التغزل بالعزيب وعزبه للشاعر الاديب الازهري الشيخ القاسم العركي

خلي التغزل بالعزيب
خلي التغزل بالعزيب وعذبه  *****  واهرع إلي الحصن الحصين وعذ به
ودع الطلول الدارسات بحاجرٍ*****  والجأ إلي حسـب الرسـول ولذ به
تجد الهدي تلقي الندى حيث المنى *****  فالدين والدنيا بداخل جـربه
المال مبذول لبر عفاتنا      *****   والدين مدخـــــــر لبر مــحـــبـــه
والناس منهم راتع في دينه    *****  والبعض يرعى في الخصيب وخصبه  
بطلٌ يحارب نفسه وقرينه       *****  لا طاقة لهما بفاتك حربه
متدرعٌ بالصبر مذ حل التقى    *****  في مقلتيه وفي سويداء لبه
شهمٌ إذا هطلت غمائم جوده     *****  أغنتك عن هطل الغمام سكبه
هو جوهر فرد وعز نظيره       *****  وسواه من حصب الغفار وتربه
إنا ضربنا الأرض مشرقها وذا  *****  ت يميننا وشمالنا وبغربه
ما إن وجدنا غير نذر صادق   *****  قد ضمه عقد الثقات بجنبه  
والجل منهم بين غمرٍ حائرٍ    *****  ومدلس خلط الحليب بشوبه
هجم الضلال علي العباد وليتهم*****  أمنوا علي إيمانهم من سلبه
يارب إيمان العجائز جد به   *****  وأحفظه في كل القلوب وأربه
لا تحسبوني أنني متعصب       ***** غلب الأسى واحسرتي من غلبه
والدين أقرب من قريب نازح   ***** أألام في ضرب البغات بعضبه
لكنه قد حلَ في حلل التقى    ***** كالظرف في حسب الرسول ونجبه
إن كنت مرتاباً لقولي جاحداً  ***** فلمسجد أم ضبان سر وامرر به
واسأل عن القرآن أين وجوده  ***** فتراه منحصرٌ به وبرحبه
واسأل عن النفقات هل من منفقٍ*****  مالاً حلالاً طيباً من كسبه
وسل التقى وسل الصفاء وسل الوفى ***** تجد الجميع سوت به في حقبه
والسنة الغراء أغفر ربعها  *****  إلا لدى حسب الرسول وعربه
وسل المكارم والمفاخر كلها *****  تنبيك صدقاً أنها غرت به
وأعاد وجه الدين أبيض مسفراً*****  والمسلمون عيونها غرت به
ناهيك والخلق العظيم شعاره *****  ما الكبر ما عمل الرياء من دأبه
وجه صبيح كالصباح صباحةً    *****  ويلوح فوق سنائه النور البهي
إني أعيذ جماله وجلاله      *****  بنبيه والمنجيات وربه
يا عازلي أقصر فإني مولع   *****  بالدين مأسور به وبحبه  
لاأختشي في الدين لومة لائمٍ  *****  من لام ها أنا مستعد لزبه
وأرى الفضائل في العبيد تجمعت ***** وبنيه والآل الكرام وصحبه
قطبٌ تخلى عن سوى مولاه      *****  وأختار الإله له الدنوَ لقربه
لا زالت الرحمات تسري نحوه  *****  وتعمنا بسلوك منهج دربه
قد كان للإسلام سداً مانعاً    *****  شبه الغواية الغواية أن تسور بسحبه
فبفقده عنا وفقد نظيره     *****   انهمر الضلال بودقه وبصيبه
ربي بجاه الصالحين وسرهم   *****  أكشف عن الران المحيط بقلبه
لهفي علي زمنٍ مضي قضيته    *****  فيما يشين ولم أكن من حزبه
لما رأى نور الجنان تلهفي  *****  قال اتئد سر النبات بحبه
إن لم تفذ بلقائه فاظفر    *****  بالسر المصون المنتقى من صلبه
بديار بدرٍ أنجمٌ سيارةٌ      *****  والبدر فيهم سابح في سربه
إن رام مغترٌ لحاق خطاهمو   *****  فالله يشهد والهداة بكذبه
دع أسد بيشة واحترز من فتكهم***** فالموت ما بين الصقيل وضربه
وتراث كلٍ قد حواه أخو الندى*****  وسقاه والده الصفا من شربه
يا موئل الغرباء ياغوث الورى***** يا ملجأ المطر مأمن رعبه
إن لم تر الأيتام مثلك كافلاً  ***** ما لليتيم سوى البعاد وضربه
إن أرهقتك ملمة أو أزمة    *****  نادي أيا حسب الرسول تجر به
ياتيك فوق الصافنات أمامه  *****  الجيلي بجيش المخلصين وشعبه
بيمينه وشماله أسد الشرى الأ*****  الأعراك هم متعصبون لعصبه
وبخلفه الشيخ العبيد يقود  *****  أبطال الوغى يتعقبون بعقبه
فالكون طوع مراده مهما يشاء*****  من رطبه أو صعبه أو صلبه
يا نيراً نارت به ظلم الدجى *****  وتنور الساري بثاقب شهبه
أبشر فإن الله يكلأ بيتكم      *****  ما للحسود سوى النكل عطبه
ثمر الهدى يجنى بجنة بيتكم  *****  كفواكه الكرم العريض وأبه
خلقت أكفكم لنصرة معسرٍ      *****  وتحول بين أخا الكروب وكربه
ما قلت فيكم غير ما شهدت به *****  مني الجوارح وهو بعض تشبه
مهما أقول فنقطة من بحركم قولي ***** ومن لي بالرمال وحسبه
هيهات تستقصى فضائلكم فذي  *****  نشوى محبٍ في محاسن حبه
عذراً فمدحي عن علاكم قاصراً  *****  والحب يركب مبتلاه لصعبه
والشيب أضعف فكرتي وفطانتي *****  وقريحتي شابت فكيف بطبه
ونوائب السبعين أوهت مهجتي *****  والدهر أجدب وارتديت بجدبه
فاقبل عروباً لا يفي بصداقها *****  إلا القبول وخص منشيها به
إن لم تفي بالمدح فافتخرت   *****  بنسبتها إليك ومالها من مشبه
وأتت مــــن الإلهـــام واردةً       *****  بدون تكلفٍ وتدبر   وتنبه
فاسلم ود ويدوم بحرك زاخراً *****  يروي العطاش بمصه وبعبه
ما القاسم الممتار يشدو منشداً ***** خلي التغزل بالعذيب وعذبه
ويتيه من طربٍ وقال مؤرخاً   *****  الخير في حسب الرسول بجبه



هذه القصيدة للشاعر الأديب الأزهري الشيخ القاسم العركي السوداني ، في مدح أحد أعيان الطريقة القادرية بالسودان ،الأستاذ الخليفه حسب الرسول الشيخ محمد بدر والذي قال في رثائه الشاعر محمد ود الرضي رحمه الله سبحانه وتعالي سنة1329 هـ :
                يا دنيا مهما تجودي  *****  ذي أمثالو ما بتجودي
                بطل الكتاب والجـود   ***** الجبل المسمى الجودي