تعريف النظر :-
النظر في لغة العرب هو الإبصار ،وفي الاصطلاح لنا فيه أربعة تعاريف :-
1/ النظرهوالفكر المترتب في النفس علي طريقٍ يفضي إلي العلم أو الظن 0
2/ النظر هو فكر يؤدي إلي علمٍ أو إعتقاد أو ظن 0 فالعلم مقدماته جازمة ،والاعتقاد مقدماته مجزومٌ بها . وا لظن مقدما ته ظنية فالمقدمات الجازمة كقولك العالم حادث , والمقدمات المجزوم بها كقولك القدرة واجبة لله سبحانه وتعالي , والمقدمات الظنية كقولك هذا يحمل الجلاس وكل من يحمل الجلاس فهو طالب علم وقد لا يكون طالب علمٍ , أو هذا يحمل السلاح بالليل ، وكل من يحمل السلاح بالليل فهو لصٌ وقد لا يكون لصٌ فالأولى حسن ظن والثانية سوء ظن 0
3/ النظر هو ترتب أمور معلومة ليتوصل بها إلي مجهول 0
4/ النظرهو ترتب أمور معلومة علي وجه يؤدي إلي استعلام ما ليس بمعلوم.
ما حكم الله في من لم يتصف بالمعرفة ؟ .
من لم يتصف بالمعرفة جري الخلاف في صحة إيمانه علي ستة أقوال وهي:
1/ قيل من لم يتصف بالمعرفة فهو كافر . وهذا القول للعلامة السنوسي والعلامة بن العربي ومن تبعهم وعليه عرف الإيمان :ـــ
بأنه حديث النفس وإذعانها وقبولها وارتياحها التابع للمعرفة . وعلي هذا تكون المعرفة شرط صحة في الإيمان .
2/ و قيل مؤمن غير عاصي مطلقاً ، و هذا ما عليه حجة الإسلام الأمام الغزالي و الشيخ القشيري و الشيخ بن أبى جمرة و من تبعهم .
3/ وقيل مؤمن عاصي مطلقا سواءً كان فيه أهلية النظر أم لا وهو ضعيف .
4/ و أما العبارة المعتمدة أنه مؤمن عاصي إن كانت فيه أهلية النظر ، و مؤمن غير عاصي أن لم تكن فيه أهلية النظر وهذه عبارة الجمهور التي نقلها مياره وعضدها بقوله :-
( الحاكم بشئ علي شئ لا يخلو حاله إما أن يكون حكمه جازماً به أم لا و إذا كان جازماً به إما أن يكون جزمه مطابق للواقع ، أم لا ، و إذا كان جزماً مطابقاً للواقع إما أن يكون مقارناً لدليل ، أم لا فإذا كان جزماً مطابقاً للواقع مقارناً لدليل ، هذا يسمي علم و معرفة و يــقـيـن و صاحبة علي علمٍ بالله و علي يقينٍ بالله و علي معرفةً بالله وهو المطلوب بالذات .
و أما إذا كان جزما مطابقاً للواقع ، و لكن لم يقارن لدليل هذا يسمي الاعتقاد الصحيح ، وصاحبه يسمي صاحب الاعتقاد الصحيح ويسمي المقلد وهذه سلامة لصحة إيمانه . وعلي هذا يكون الإيمان هو حديث النفس و إذعانها و قبولها وارتياحها التابع للاعتقاد الجازم . وعلي كل حال فالتقليد ليس مرحلة مقام .
و المطلوب أن ينهض المكلف منه إلى معرفة الله سبحانه وتعالي لإقامة الدليل ولو الدليل الإجمالي المـعجوز عن تقريره و تفصيله ورد الشبه التي ترد عليه و جهة الدلالة علي المعتمد وهو هذا العالم اتفاقاً . و المراد تصويره لا تعبيره ليصير به عارفاً بالله سبحانه وتعالي و ينتقل عن مرحلة التقليد المذمومة .
5/ وقيل إن قلد الكتاب و السنة الصحيحة فهو ناجي وإلا فلا .
6/ و قيل إن قلد معصوماً فهو ناجي وإلا فلا .
قال الشيخ احمد المقري المغربي ، صاحب كتاب إضاءة الدجنة في اعتقاد أهل السنة :-
وفي المقلد خلاف مســتطر لأنه إيمــانه علي خطـــــر
وهو معرض لشك يطـــرق و فيه للأشياخ تنمي طرق
و ذو احتياطٍ في أمور الدين مـن فـر مـن شك إلى يقين