الشيخ حسب الرسول Admin
عدد المساهمات : 127 تاريخ التسجيل : 24/03/2011
| موضوع: الدليل التفصيلي : دليـــــــــل الوحدانية السبت أكتوبر 01, 2011 10:06 am | |
| دليل الوحدانية بالمعنى المراد هنا وهو وحدة الذات والصفات والافعال ، بمعنى عدم النظير فيها أنه لو تعدد الاله كأن يكون هناك الاهان لما وجد شيئ من هذا العالم ، ولكن عدم وجود شيئ من هذا العالم محال وباطل ، لانه موجود بالمشاهدة وكل ما شوهد بالعين فلا انكار فيه . فما ادى اليه وهو التعدد باطل واذا بطل التعدد ثبتت الوحدانية له تعالى وهي عدم التعدد في الذات والصفات والأفعال وهو المطلوب . وانما لزم من التعدد كأن يكون هناك الهان عدم وجود شيئ من العالم لانهما إما ان يتفقا على ايجاد شيئ من العالم وإما ان يختلفا فهب على أنهما تعددا واختلفا في ايجاد شيئ من الممكنات فيلزم الفساد وهو عدم الوجود بالكلية فاذا تعددا واختلفا في ايجاد شيئ من العالم فلا يخلو حالهما من إحدى ثلاث وهي : ــ 1/ إما أن ينفذ مرادهما معاً وهومحال لأنه يؤدي الى إجتماع النقيضين وهما الوجود والعدم في ذات الممكن وهو محال وما أدى اليه محال إذاً أن نفوذ مرادهما معا محال وهو المطلوب أولاً. 2/ وأما أن لا ينفذ مرادهما معاً وهو محال أيضاً ، لأنه يؤدي الى ارتفاع النقيضين في ذات الممكن ، وهما الوجود والعدم وهو محال اذاً ما أدى إليه وهو عدم نفوذ مرادهما معاً محال وهو المطلوب ثانياً . 3/ وأما أن ينفذ مراد أحدهما دون الاخر ، والذي لم ينفذ مراده فهو عاجز لا يكون الاهاً والذي نفذ مراده مثله في العجز لانعقاد المماثلة بينهما ، وما سرى على المثل يسري على المماثل . ويحكى عن ابن رشد رحمه الله تعالى أنه قال : اذا نفذ مراد أحدهما دون الاخر فالذي نفذ مراده اذا كان مخالفاً الى الاخر في جميع الأوجه فهو الاله وقد ثبتت له الوحدانية ، والمعتمد أن الاله لا يكون الا غير المتنازعين ويسمى هذا الدليل ببرهان التمانع لتمانعهما وتخالفهما . وأما اذا تعددا واتفقا في ايجاد شيئ من العالم . فاما أن يوجداه معاً وهو محال لأنه يؤدي الى اجتماع مؤثرين على اثر واحد وهو محال ، واما أن يوجداه مرتباً بأن هذا يوجده والاخر يوجده وهو محال لأنه يؤدي الى تحصيل الحاصل وهو محال . وأما أن يوجد احدهما البعض ويوجد الاخر البعض وهو محال للزوم عجزهما حينئذ ، لأنه لما تعلقت قدرة احدهما بالبعض سد على الاخر طريق تعلق قدرته به ، فلا يقدر على مخالفته وهو المفروض وهذا عجز ويسمى هذا البرهان ببرهان التوارد لما فيه من تواردهما على شيئ واحد ، وثبت منطقياً أنه اذا تعدد الالهة بأن يكون هناك الهان واتفقا يلزم الفساد وهوعدم الوجود بالكلية وهو محال لمشاهدة العالم بالاعيان وقد ذكر المولى سبحانه وتعالي الدليل العقلي المنطقي في كتابه العزيز في أوجز عبارة وأبلغ بيان فقال جل شأنه وعظم سلطانه : لو كان فيهما ء الهة إلا الله لفسدتا أي لو كان فيهما جنس الآله غير الله لم توجدا ( الأرض والسماء ) ولكن عدم وجودهما باطل لمشاهدة وجودهما وما شوهد بالعين فلاانكار فيه فبطل ما أدى إليه وهووجود جنس الآله غير الله سبحانه وتعالي . (واٍلا ) في الاية الكريمة اسم بمعنى غير وليست اداة استثناء لفساد المعنى حينئذ لان المعنى عليه يكون لو كان فيها ءالهة ليس فيهم الله لفسدتا ، فيقتضي بمفهومه أنه لو كان فيهما ءالهة فيهم الله لم تفسدا وهو باطل . والمراد بالفساد هو عدم الوجود بالكلية كما هو مقرر . وينبغي على ذلك أن الاية الكريمة حجة قطعية وهو التحقيق خلافاً لما جرى عليه بعضهم من أنها حجة اقناعية أي يقنع بها الخصم مع كون التلازم فيها ليس عقلياً بناء على تفسير الفساد فيها بالخروج على النظام . وانما لم يكن التلازم فيها عقلياً على هذا لأنه لا يلزم حصول الفساد بالفعل . | |
|