الرســـل والانبيـــاء
نشهد ونعتقد أن لله سبحانه وتعالي رسل وأنبياء وأن الله سبحانه وتعالي اصطفاهم واختارهم لتبليغ الأحكام عنه تعالى وميزهم بصفات لا تكون في غيرهم فرسل جمع رسول وهوإنسان ذكر حر من بني آدم أوحى الله اليه بأحكام فان أمر بتبليغها كان نبياً ورسولاً وإن لم يؤمر بتبليغها فهو نبي فقط .
فيجب على النبي أن يبلغ الناس بأنه نبي ليحترم . فعلى هذا كل رسول نبي ولا العكس ، وبينهما عموم وخصوص من وجه يجتمعان في سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وغيره من بقية الرسل ، وينفرد النبي في سيدنا العزير والخضر على القول بنبوته فقيل أنه نبي ورسول وقيل عبد صالح والحق انه يعطي حكماً وسطاً وهو النبوة ، وتنفرد الرسالة في سيدنا جبريل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام .
وأما عدد الأنبياء قيل مائة ألف وأربعة وعشرين ألفاً ، وقيل ألف ألف وأربعة وعشرين ألفاً ، وقيل غير ذلك فالرسل منهم قيل ثلاثمائة وثلاثة عشر ، وقيل ثلاثمائة وأربعة عشر وقيل ثلاثمائة وخمسة عشر ، والمشهور من الثلاثة روايات أوسطها ولذا كان عدد أهل بدر ثلاثمائة وأربعة عشر فقد نصرهم الله نصراً مؤزراً وعز بهم الدين الى يوم القيامة وهكذا عدد قوم جالوت نصرهم الله على جالوت وجنوده قال فهزموهم باٍذن الله وقتل داوود جالوت وءاته الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين . قال الشيخ عثمان عطا المنان على . وقال العلامة بن عاشر رحمه الله سبحانه وتعالي قبل أن يختم كتابه قال :
أبياته اربعة عشر تصل *** مع ثلاثمائة عدا الرسل
والحق والمعتمد أنه لا يعلم عددهم اٍلا الله سبحانه وتعالي لقوله جل وعلا ( منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك) ولكن يجب معرفة خمسة وعشرين منهم على سبيل التفصيل ولذا قال العلامة البيجوري رحمه الله :
حتم على كل ذي التكليف معرفة
بأنبياء على التفصيل قد علموا
في تلك حجتنا منهم ثمانية
من بعد عشر ويبقى سبعة وهموا
ادريس هود شعيب صالح كذا
ذو الكفل آدم وبالمختار قد ختموا
وأما الثمانية عشر المذكورين في الاية الكريمة فهم نوح وابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب ويوسف ولوط ويونس وأيوب وداوود وسليمان ويحيى وذكريا واٍلياس واليسع وموسى وهارون وعيسى .
فائــدة :-
انواع الوحي ثمانية وهي : -
النوع الأول :-
الرؤيا المنامية ولذا بدأ الوحي للنبي صلي الله عليه وسلم ستة أشهر بالرؤيا المنامية ، فكان لا يرى رؤيا إلا وجاءت مثل فلق الصبح لأن رؤية الأنبياء في النوم من قبيل الوحي . ولذا قال الشيخ عثمان عطا المنان علي رحمة الله سبحانه وتعالي الرؤيا الصالحة هي جزء من ستة وأربعين جزء من النبؤة يراها الرجل أو ترى له .
النوع الثاني : -
أن يكلمه الله سبحانه وتعالي من غير واسطة حجاب كما وقع لسيدنا محمد ليلة الإسراء والمعراج .
النوع الثالث : -
أن يكلمه الله سبحانه وتعالي من وراء حجاب كما وقع لسيدنا موسى عند جبل الطور عند الشجرة المذكورة المباركة .
النوع الرابع : -
وهي أن يأتي الملك في صورة بشر وكان سيدنا جبريل ياتي في الغالب الكثير للرسول صلي الله عليه وسلم في صورة سيدنا دحية الكلبي لأنه كان جميل الصورة .
النوع الخامس : -
أن يأتيه الوحي مثل صلصلة الجرس وهو أصعبها فكان النبي صلي الله عليه وسلم يتصبب عرقاً في اليلة الشاتية .
النوع السادس : -
أن يأتي الملك وله دوياً كدوي النحل .
النوع السابع : -
الإلهام وهو اٍلقاء المعنى في القلب فيعبر عنه الرسول صلي الله عليه وسلم .
النوع الثامن :-
الاجتهاد في الاحكام .
الفائدة الثانية : -
عدد نزول سيدنا جبريل عليه السلام من السماء بالوحي على الانبياء عليهم الصلاة والسلام 24523على تسعة من الأنبياء .
سيد الخلق وهو سيدنا محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم نزل عليه أربعة وعشرين ألفاً . وسيدنا موسى بن عمران عليه السلام قد نزل عليه أربعمائة وسيدنا نوح عليه الصلاة والسلام خمسين وسيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام أربعين وسيدنا ادم عليه السلام اثنا عشر، وسيدنا ادريس عليه السلام أربعة وسيدنا يعقوب عليه السلام أربعة وسيدنا أيوب عليه وعليهم أفضل الصلاة والتسليم ثلاثة. ولذا قال الناظم رحمه الله تعالى : ـ
نزل جبريل على أبي البشــر *** فيما حكاه الديلمي إثنا عـشر
إدريس يعقوب لكــل نــزل *** أربع مرات عـلى مــا نــقل
عشــرة عيسى أيـوب أتـى *** ثــلاث مرات على مـا ثبـت
نــوح خمــسين وأربعـون *** عـلى الخليل قد حكى يقينـا
وموسى أربع مـن المئينـــا *** وســيد الــورى المفضلينـا
قد جاءه عشرون ألفاً وخمـسها *** فأعظم ربي قـدره المــبينــا