الشيخ حسب الرسول Admin
عدد المساهمات : 127 تاريخ التسجيل : 24/03/2011
| موضوع: المخالفة للحوادث الإثنين يوليو 04, 2011 12:27 pm | |
| المخالفة للحوادث صفة واجبة لله و لا يعلمها حقيقة إلا الله تعالي لأنه كما لا يعلم حقيقة كنه ذاته إلا هو كذلك لا يعلم حقيقة كنه صفاته إلا هو و أما المـقـدار المـطـلوب من المكلــف تحـــصيلـــه علماً و إعتقاده جزماً فنقول فيه هكذا ، المخالفة للحوادث هي عـدم المـمـاثـلـة للحــوادث وهي عبــارة عن سلــــب الجرمية و العرضية وما يلازمهما والسلب يرجع إلى قلب المكلف ؛ واوجه المماثلة عشرة وهي كونه الشي جرمًا أو عرضًا يقوم بالجرم أو الجرم ذاته في جهة أو هو له جهة أو يتصف بالزمان أو يتصف بالمكان أو يتصف بالصغر أو يتصف بالكبر أو يتصف بصفات الحوادث أو يتصف بالأغراض في الأفعال والأحكام وسميت اوجه المماثلة لأن الخلائق كلها متماثلة فيها, وتسمي اوجه المخالفة لأن الله مخالف للخلائق في الأوجه العشرة. و معني ذ لك أن الله سبحانه وتعالي ما هو جرم ولا هو عرضاً يقوم بالجرم ولا هو في جهة ولا هو له جهة ولا يتصف بالزمان ولا يتصف بالمكان ولا يتصف بالصغر ولا يتصف بالكبر ( و المراد بالكبر هنا الكبر الحسي لا الكبر المعنوي فانه ثابت لله فانك تقول في الصلاة الله أ كبر و قال تعالي: عالم الغيب و الشهادة الكبير المتعالِ وقد فسر بتنزهه عن كل نقص و اتصافه بكل كمال يليق بجلاله و جماله ، ولا يتصف بصفات الحوادث كالوجود بعد عدم ، و العدم بعد وجود ، فأنه تعالي ثبت له القدم و البقاء و الحوادث كلها ثبت لها الحدوث والفناء ، و كل من وجب له القدم و البقاء استحال عليه الحدوث والفناء . ولا يتصف بالأغراض في الأفعال ولا الأحكام. وكل ما خطر بقلب البشر فالله سبحانه وتعالي بخلاف ذلك ولا يعلم الله إلا الله . قال ليس كمثله شئ وهو السميع البصير 2و الحيرة في جانب الباري هي عين العلم به ، فترك الإدراك هنا إدراك و البحث عن ماهية ذات الله إشراك ، فتفكروا في مخلوقاته و لا تتفكروا في ماهية ذاته لأن التفكير في ماهية ذات الله لا يأتي إلا بالشكوك و الأوهام و العقائد الفاسدة . فالمخالفة للحوادث تسمي صفة سلبية لأنها تسلب عن قلب المكلف أمراً لا يليق بالله وهو مماثلة الخلق له جلّ جلاله وعظم سلطانه, فالمكلف مثلاً تنسلب عن قلبه أوجه المماثلة العشرة بمجرد اعتقاده المخالفة للحوادث فينزه الله عنها فإذا كان يعتقد في حق الله الزمان فنقول له إن الزمان حادث وهو من صفات الحوادث وربنا منزه عن صفات الحوادث فأنه كان قبل أن يخلق الزمان والآن علي ما عليه كان . والزمان قيل هو دوران الفلك والذي ينتج عنه مرور اللحظات والثواني والدقائق والساعات الليل والنهار والأيام والأسابيع والشــهور والسنـيــن والدهــور والقــرون والحقـــب . قال الله :- وءاية لهم الليــل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون * والشمس تجري لمستـقرٍ لها ذلك تقدير العزيز العليم * والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم * لا الشمس ينبقى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكلٌ في فلكٍ يسبحون | |
|