بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علمنا **** من العلوم ما به كلفنا
قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله تعالي - في كتابه فضل علم السلف على علم الخلف :ــ ( العلم النـــافع هــو ضـــبــط نصــوص الكتـــاب والـســنة وفهـــم معـــانيها، والتقــيد في ذلك بالمــأثـــور عــن الصــحابة والتــابعين وتابعــيهــم في معـاني القرآن والـحديث ، وفـيما ورد عـنهم مـن الكلام في مـســائل الــحــلال والحـــرام والزهـــد والرقـائق والـمعـارف، وغـير ذلك والاجـتهــاد في تمــيـيـز صـحــيحــه مــن ســقــيمـهِ أولاً ، ثـم الاجــتهــاد على الوقوف على معانيه وتفهـمه ثانياً ، وفي ذلك كفاية لمن عقل ، وشغـل لمن بالعـلم النافــع عُــني واشتغـل ومن وقف على هذا وأخلص القـصد فيه لوجـــه الله عــز وجـل واسـتعان عـليه أعـانه وهــداه ووفقه وسدده وفهـمه وألهـمه. وحــيـنـئـذ يثمر له هذا العلم ثمرته الخاصة به وهي خشية اللَه كما قال عز وجل :
( إِنَّما يَخشى اللَهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ . )
قال ابن مسعود رضي الله عنه وغيره ـ
كفى بخشية اللَه علماً ، وكفى بالاغترار باللَه جهلا) وقال بعض السلف
ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية )
وقال بعضـهم ( من خشي اللَهَ فهو عالم ومن عصاه فهو جاهل ) وكلامهم في هذا المعنى كثير جداً .
وسبب ذلك : أنَّ هذا العلم النافع يدل على أمرين :ــ
الأمرالأول: يدل على معرفة اللَه وما يستحقه من الأسماء الحسنى والصفات العلى والأفعال الباهرة وذلك يستلزم إجلاله وإعظامه وخشيته ومهابته ومحبته ورجاءه والتوكل عليه والرضى بقضائه والصبر علي بلائه .
والأمر الثاني :ــالمعـــرفــة بما يـحــبه ويرضاه وما يكرهه ويسخطه من الاعتقادات والأعمال الظاهرة والباطنة والأقوال فيــوجــب ذلك لمن علـمـه المسـارعة إلى ما فيه محبة الله ورضاه والتباعد عما يكرهه ويسخـطه .فإذا أثمـر العـلم لصاحبه هذا فهو عـلم نافع ، فــمتى كان العلم نافعاً ووقر في القلب .فقد خشع القلب لله وانكسر له وذلَّ هيبةً وإجلالاً وخشيةً ومحبةً وتعظيماً.منقول للعمل بمحتواه .