كل ابن أنثى وإن طالت سلامته لابد يوماً علي آلةٍ حدباء محمول
فسبحان الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور .
ولدتك أمك يابن آدم باكياً*** والناس حولك يضحكون سرورا
اعمل ليومٍ إذا بكوا أسفاً عليك *** فـــأنت ضاحــــكاً مســروراً
الموت باب كل الناس داخله *** ياليت شعري بعد الموت ما الدار
الدار دار النعيم إذا عملت بما *** يرضي الإله وإن خالفـت فالنار
هما داران لا للمرء غيرهـــما *** فاختار لنفـسك أي الدار تختــار
ما للمؤمنين سوى الفردوس منزلةً*** فإن هموا هفوا هفوةً فالرب غفار
وقال الأصمعي رحمه الله تعالي :ــ
هل انت معتبراً بمن خربت *** عـــنه ليلة قــضى دســاكره
وبمن أذل الدهر مـصـــرعه *** فتبرأت عــــنه عســــاكـــــره
أين الملوك وأين عــزهــموا *** صـاروا مصيراً أنت صائره
يا مـــؤثر الدنيا للـــــــذتــه *** والمــستعــد لمن يفـــاخره
نــل مــا بــدالك من الــدنيا *** فـــإن الــمــوت آخــــــــــره
قال الله سبحانه وتعالي :ــ
( إنك ميّت وإنهم ميتون ) والموت هو مفارقت الروح للجسد ، والأصل ميوت فقلبت الواو ياء وأضغمت في الياء التي قبلها فصارت ميّت ويستوي فيه المذكر والمؤنث ،
والتشديد والتخفيف لغتان إلا أن الميت بالتخفيف يقال لمن مات حقيقةً ، وبالتشديد يطلق علي الحي قال تعالي : (إنك ميّتٌ ) أي ستموت وقال الشاعر :ــ
ومن يك ذا روحٍ فذلك ميّتٌ *** وما الميت إلا من الي القبر يحمل
وقال آخر رحمه الله تعالي :ــ
ليس من مات فاستراح بميّتٍ *** وإنما الميّت ميّت الأحياء
وقال بعضهم رحمه الله تعالي :ــ
وفي الجهل قبل الموت موتٌ لأهله *** فأجسامهم قبل القبور قبور
وأن امـرءً لــم يحي بالعــلـم مـــيّتٌ *** فليس له حتى النشور نشور
ويحكى أن حسناء أديبة حضرت أمام قاضي فقال لها القاضي :ــ
( أجا معك شهودك ) .
فقال كاتب القاضي متداركاً :ــ
يقول لك مولانا : ( هل شهودك جاءوا معك )
فقالت الأديبة للقاضي :ــ
قل مثل قول كاتبك ، كبرت سنك وقلّ عقلك ، وطالت لحيتك حتى غطت علي لبك ، ما رأيت ميّتاً يحكم بين الأحياء مثلك .